الارواح القاتلة

[صمت كئيب يخيم على المكان وانفاس محتبسة داخل الاجساد
واضاءة مخيفة تضفى على المكان الوحشية والغموض
ويقطع ذلك الصمت الكئيب صوت اجش يحاول مصدره ان يملأه باقصى قدر من الرهبة والقوة
صاحب الصوت :
يا ايتها الارواح العائدة
ايتها الارواح الخالدة اجيبينى ولا تبخلى على خادمك المخلص
لماذا قتلتى اولئك الاشخاص ؟
احتبست الانفاس على وجوه الجميع وترقبت الانظار فى انتظار ما سيحدث .
قطع ذلك الترقب صوت رهيب
رهيب حيث انه لا يمت للاصوات البشرية بصلة او لاى اصوات اخرى .
الارواح:
قتلناهم ايها الخادم لما اقترفوه من ذنوب فى حقنا
وفى حق البشر لقد اخطأوا وحان وقت العقاب
وسنستمر فى ذلك وسنقوم بقتل كل من يقف فى طريق تحقيق العدالة
الخادم:
ومن هى ضحيتك التالية ايتها الارواح المبجلة
الروح:
ضيحتى بينكم
ولم يتبقى لها الا القليل دقائق وتصبح من الاموات
انه التحرى الذى يعيقنا ويمنعنا من تحقيق العدالة
..............................
ربما كانت البداية مربكة بشكل لا يصدق وذلك لانها نهاية لبداية مجموعة من ابشع جرائم القتل التى لم تستطع الشرطة اكتشاف غموضها
ولذلك قام الوزير باسناد تلك القضية للمتحرى فارس سيف المتحرى الخاص الذى اثبت الكثير من البراعة فى قضايا سابقة
ونعود لاول كلمة قالها فارس
.........................
فارس:
ماذا لدينا ؟
رجل شرطة:
جريمة قتل جديدة تكملة لسلسلة الجرائم التى نواجهها منذ فترة
فارس :
ما هى الملابسات ؟
رجل الشرطة :
سمع الجيران صوت صرخات مدوية من شقة السيد حمدان القاطن فى الدور السادس والاخير
وعندما هرع الجيران الى الشقة وعندما لم يستجب الى اى من محاولات النداء قام الجيران باقتحام الشقة بكسر الباب ووجدوا السيد حمدان وقد علق من رقبته فى خطاف معلق بالسقف وقد تدلت احشائه من جسده
فارس :
ومما اراه ارى اثار قئ فى كل مكان مما يفسد اى دليل قد نجده
حسنا اريد اخلاء الشقة من الجميع حتى من رجال الشرطة وترك كل الادلة التى جموعها والصور الملتقطة لمسرح الحادث
..........
لم تمض نصف ساعة حتى كان الامر قد تم
وجلس فارس يفكر وينظر فى مسرح الجريمة
كانت الشقة تدل على الثراء الفاحش للسيد حمدان وما هذا بعجيب فهو من اكبر المقاولين وصاحب اكبر المنشأت الصناعية الجديدة
كانت الجثة معلقة من رقبتها بحيث كان ظهر القتيل مواجه لباب الشقة
بينما كات الاحشاء المتدلية من الجسد معلقة امام الجسد والبعض الاخر متناثر فى انحاء الشقة بشكل عشوائى غريب كمن كان من يلهو بتلك الاحشاء
كانت الصور الملتقطة تبين اوضاع مختلفة للقتيل ولكن فارس لمح ما لم يلمحه شخص اخر
فالصور الملتقطة للاحشاء مجتمعة اعطتها شكل غريب شكل وجه انسان مشوه الملامح
.....................
فارس :
ما هى اخبار المعمل الجنائى ؟
مفتش الشرطة :
ككل قضية معظم الادلة فاسدة بسبب القئ الجماعى للشهود واثار بصماتهم فى كل مكان
فارس :
اريد جميع ملفات القضايا السابقة مرة اخرى
واريد منك ان تبحث فى ملفات الشرطة عن ذلك الوجه
واخرج فارس ورقه رسم عليها الشكل الذى وجده فى الشقة
المفتش :
ما هذا ؟
فارس :
دليل وجدته فى الصور
.............
بعد مضى اسبوعين
فارس :
هل من جديد ؟
المفتش :
ذلك الوجه كان مشوه بشكل لا يصدق ولم نجد فى السجلات شخص مطابق لذلك قمنا باستخدام التشابه بين شكل الاذن وحصرنا الشبهات بين خمسة الاشخاص يتم القبض عليهم الان
فارس:
حسنا اريد الالتقاء بهم
المفتش :
ماذا عن مراجعة سجلات القضايا ؟هل وجدت شيئا جديد!
فارس :
شئ بل قل اشياء واشياء مذهلة من يعلم ربما لن نقبض على القاتل مطلقا
المفتش :
لما
فارس :
وهل هناك من يقبض على الارواح!!!!!!!!
.....................................
نظر فارس الى الخمس اشخاص الواقفين امامه وهو ينظر الى الاوراق التى امامه قبل ان يقول وهو يشير :
حسنا يمكنكم انتم الثلاثة الانصراف واشار اليهم
ثم نظر للاثنين الباقيين وهو يقول ام انتما فسيطول الوقت قليلا
.......................
فارس:
محمد حسين موظف سابق خبير بالروحانيات وما وراء الطبيعة
لا يخشى شيئا سوى البشر
ثم نظر فارس للاخر
اكرم فريد مدافع عن الارواح وما تتعرض له من ظلم واحيانا يقوم باخراجهم من الاماكن البشرية التى يقومون باستيطانها
محمد:
انا لا افهم شيئا مما يحدث هنا
أكرم:
نعم نريد ان نعرف ما يحدث
فارس :
ما هى معلوماتكم عن جرائم القتل التى حدثت مؤخرا
محمد:
ما نقرأه من الجرائد سفاح مختل يهوى القتل الدموى
فارس:
عجبا لما لاتتكلم يا اكرم
اكرم:
اخشى ان اتهم بالجنون والخرف
فارس :
لا تخف هذا محضر غير رسمى فقل ما يحلو لك
اكرم:
الجرائد!!!!!!!!
لا تعلم شيئا ولكننى اعلم
اعلم كل شئ واعلم النهاية ايضا
فارس :
جيد وما الذى تعلمه
اكرم:
ساخبرك ويمكن للاستاذ محمد ان يدعمنى فيما ساقوله
منذ سنة سابقة حدثت حادثة كبيرة فى احدى المصانع نتج عنها مقتل خمسة عمال
وكان السبب فى تلك الحادثة الشنيعة صاحب المصنع باستهتاره والمخالفات التى تجاوزت كل الحدود
وعند اجراء التحقيق وبواسطه نفوذه وما يملك قام بجعل العمال هم المخطئين وهم من قاموا بتدمير المصنع فحرمت اسرهم من كل شئ ووصم العمال بالعار
فارس :
جيد ولكن ما علاقة هذا بالقضية ؟
اكرم:
الذى لم يعرفه احد ان هؤلاء الخمسة كان وسطانيين والسيد محمد يستطيع ان يجزم بذلك فهم الاشهر فى الوسط
وعندما لم يؤخذ بحقهم قررت الارواح المعذبة التى لا تستطع ايجاد مـاوى لها بالرجوع والانتقام من كل المخالفين
واذا راجعت ملفات القتلى ستجد بشكل غير قانونى مدى المخالفات المرتكبة فى حق المجتمع
محمد:
للاسف كل ما قاله صحيح بشكل لا يقبل التشكيك وكل روحانى او مختص او مهتم بهذا الفرع يعرف تلك القصة وخاصة بعد ان وجد صاحب المصنع مقتولا وهو اول الضحايا
اكرم:
هذا كل ما اعرفه
فارس:
ومن اين لك بكل هذا التاكيد
صمت اكرم قليل وقد بان على وجهه علامات الترددوقال:
لانى على اتصال بهم
...............................................
صمت طويل ساد بعد تلك الجملة
فارس :
هل يمكننى ان احصل اذا على ميعاد
اكرم:
ماذا؟!
فارس:
اريد مقابلة تلك الارواح.هل هناك مانع
اكرم:
لا اعلم ربما لن يوافقوا
فارس:
صدقنى سيوافقون وبشدة
اكرم :
ساتصل بهم وساخبرك بما يقررون
فارس:
حسنا يمكنكم الانصراف الان
ولم يلمح احدهما الابتسامة الظافرة التى اطلقها فارس
.....................
صوت جرس المحمول الخاص بفارس
فارس:
من المتكلم؟
انا اكرم يا سيدى
لقد وافقوا على المقابلة ولكن بمفردك وستكون المقبلة غدا الخميس الساعة العاشرة مساء
فارس :
حسنا والمكان
اكرم:
عندى فى المنزل
........................
يقترب فارس من بوابة حديدية لفيلا على حدود المقطم ويدفعها ويدخل ليلقى اكرم
فارس :
وتسمى ذلك منزل قل قصر
اكرم :
انه ارث قديم
هل انت مستعد
فارس :
انا! نعم
........................
نعود لبداية القصة وفى حجرة كئيبة المنظر تمتلئ باللوحات الشيطانية والادخنة البيضاء
اكرم:
يمكنك ان تجلس
وقام بممارسة بعض الطقوس قبل ان يحدث ما قلناه سالفا
...........................
اكرم:
لما ايتها الارواح
الارواح:
لانه يعيق طريقنا ويشكك فى غايتنا
ضحكة ساخرة تنطلق
اتجهت العيون باتجاه مصدر الضحكة والتى كانت منطلقة من فارس
وهل تنوين قتلى بنفس الطريقة ؟قالها فارس ساخرا
اكرم:
لا تثيرها ايها المتحرى
فارس:
هل مازلت فى اللعبة يا اكرم لقد طننت انك اذكى من ذلك ام ماذا يا سيد محمد
اكرم:
محمد وما دخله
فارس :
عجبا الم تتعرف عليه يا لا للخسارة
هل تنوى مواصلة اللعبة سيد محمد
محمد:
لا اظن فيبدو انك اكتشفتنى بطريقة وان كنت اجهلها ولكن اطمئن فلن تخرج من هنا حيا
فارس :
اكاد اموت رعبا
محمد:
كيف عرفت ؟
فارس :
عندما روى اكرم الحكاية
محمد:
كيف
فارس:
ساخبرك
..........
كان ذكاء منك ان تحاول ان تدرء عنك اى شبه لذلك انك ادعيت انك لا تدرى شئ عن الموضوع ولم تتوقع ان اكرم سيروى القصة
رغم معرفة الجميع بها فلما لا تخبرنى بها الا اذا لم تكن لم تؤمن بها او لدرء الشبهات عنك .
والتحريات اكدت ان الوسطاء الخمسة كنت دائم العمل معهم وانك قد خسرت الكثير عندما فقدتهم ..
كانت تلك هى اولى الشبهات
وبمراجعة ملف القضايا علمت انك تتعمد المنظر البشع للجثث
ليتقيئ القادم فيخفى بذلك اى اثر تكون قد تركته كذلك حالة الرعب التى ستسيطر عليهم والتى ستدفعهم للتحرك العشوائى وتدمير الادلة الباقية ....
محمد:
كل هذا ضربة حظ لماذا افعل ذلك ؟
فارس:
لما ؟!!!!!!!!!!!
انك تربح الملايين بتلك الطريقة فبعد وقف نشاطك اثر موت العمال جاءتك تلك الفكرة الرهيبة وقمت بالتخلص من صاحب المصنع ليظن الجميع ان الارواح هى من فعل ذلك
ثم قمت بعد ذلك باسخدام تلك القصة مع عملائك فيمن يرغبون بالتخلص من منافسيهم مقابل مبلغ كبير من المال على ان تتخلص الارواح المزعومة ممن يضايقهم .
محمد:
لن تنجو من هذا
فارس :
اتظن هذا !!!!!!
اعقب قوله دخول رجال الشرطة والقاء القبض على الجميع
فارس :
هل تعلم يا سيد محمد كل ما قلته كان محض استنتاج لا يؤيده دليل قانونى واحد لذلك كان لابد لى من مقابلتك وتسجيل اعترافك قانونيا لاثبات ادانتك
.......................................
مفتش الشرطة:
لا اعلم حقا كيف استطعت الربط بين الجرائم تلك وذلك الروحانى المزعوم
فارس :
لانى قد وجدت فى كل قضية رابط
وجود الكتب المتكلمة عن الارواح وشهادة الجميع بايمانهم بها وترددهم على مثل تلك الاماكن
المفتش:
ولكنى لا افهم لماذا قام برسم الوجه المشوه والذى كان السبب الرئيسى فى وقوعه
فارس:
ومن قال لك انه من رسمه
المفتش:
ان لم يكن هو فمن يكون؟!!!!!!!!!
فارس :
لا اعلم!ربما تكون روح
روح تبحث عن قاتلها !!!!!!!!!!
النهاية
مع تحيات
التنين لنارى
مع اللقاء فى العدد القادم
(خلف القناع )
وترقبوا السلسلة القادمة
(سيف النار)
والعدد الجديد
(جوليانا)
بيدو

[/color]

اية ياعم الحلاوة دية والف شكر

يااااااااااااااااااااااااااااااااااااا حلاوه

ميرسى على القصص الهايله دى

مشكور وربنا يوفقك

الله الله ايه الجمال دا يا بيدو
ثانكس فور توبيك يا جميل