دخل المفتش هانى الى مسرح الجريمة والتى كانت عبارة عن حجرة مكتب خافتة الاضاءة تزينها بعض التماثيل الجميلة واللوحات الفنية ويوحى المكتب بالذوق والرقى
دار نظر هانى فى ارجاء الحجرة ليرصد نافذة زجاجية من النوع السميك وقد تخللتها ثلاث ثقوب ونظر للجهة المقابلة فوجد اثر طلقتين على الحائط متقاربان بينما على الارض جثة لرجل يبدو فى الخمسين من عمره اشيب الشعر طويل القامة ابيض البشرة .
كانت الجثة ملقاة على الارض وقد اخترقت احدى الرصاصات عينه ......
نظر هانى لرجال البحث الجنائى وسال احدهم :متى يكون التقرير جاهز ؟
رد:فى غضون يومين يا سيدى
..................................
بعد مضى اسبوع فى حجرة المفتش هانى
التقرير يا سيدى
استلم هانى التقرير من الجندى وهو يقول يالا السرعة
وطلب احضار لملف الخاص بالقضية وجلس يطالعه .
زميله : ما بك ؟
هانى :
تلك القضية شديدة التعقيد فمن ملف التحريات الخاص بالمباحث فالقتيل شخصية شهيرة صاحب احدى اكبر المصانع
يتعرض للمثير من التهديدات من معظم رجال الاعمال ورغم ذلك لا يقتل الا عندما اوشكت مصانعه على الافلاس
كما ان عدد المشتبه بهم كثير 15مشتبه وكل منهم يملك دافع كبير لقتله
زميله :
وما رايك انت
هانى :
اظننى قد حصرت الدائرة على ثلاثة فلكل منهم علاقات مشبوهة مع بعض العصابات كما ان كل منهم يجيد التصويب والقنص فقد كانوا اعضاء لاحدى اندية الصيد وقد اشتهروا بالبراعة
ولكن تقرير المعمل الجنائى يحيرنى
فطبقا للمعمل عندما قتلت الضحية كانت تنظر للنافذة فاذا كانت اصيبت من الطلقة الاولى فلماذا اصلقت بعد ذلك طلقتين اخرتين
وان لم يكن اصيب من الطلقة الاولى لما لم يهرب
ونوع الرصاص يدل على انها من طراز قديم يسهل استخدامه بالنسبة لاى صياد مبتدئ ........
كذلك اكدت التحريات ان القتيل كان قد بالتامين على حياته منذ عام مضى ....مع بداية خسائره المهولة
والان انا حائر على اساس ابحث تلك القضية القتل ام الانتحار
زميله :
الانتحار !لا يعقل كيف هذا كل الادلة تشير الى انه قتل وليس بسبب التامين ستشك فى كونها حادثة انتحار
هانى :
اظن ذلك سامشى على ذلك الاساس
..........................
بعد شهر فى حجرة المفتش هانى
زميله :
ما الاخبار ؟
هانى اظنها قضية قتل ولكننا لم نستطع للوصول للجانى وكل المشتبهين كانوا خارج مصر فى ذلك الوقت ولا اثر لشئ لذلك ستقيد ضد مجهول وسيقوم ورثته باستلام قيمة التامين .
لا اظن ذلك :قالها شخص وهو يدخل الى الغرفة
هانى : من انت وكيف تدخل بتلك الطريقة
الشخص :
انا متحر خاص تم التعاقد معى من قبل شركة التامين وقد اتيت لتقديم افادتى فى تلك القضية
هانى :
حقا وما هى ايها..........
فارس سيف هذا هو اسمى
.
والان لنجلس لتستطيع فهم كل شئ
ولنبدا من البداية
منذ احس السيد جاسم بالخطر مع توالى الخسائر الفظيعة التى يواجهها والتى لم يستكع ان يفعل حيالها اى شئ فما كان بنك يقبل باقراضه وقد انتشرت اخبار اشهار افلاسه ولذلك فكر فى الانتحار وقبل ان ينفذ طرات له فكرة ان يقوم بالتامين على حياته بمبلغ كبير وبعد ان ينتحر يقوم ورثته باستلام الاموال ومن ثم اعادة بناء الشركة ولكن كانت تواجهه مشكلة فلقد كان يجب ان يكون الانتحار على شكل جريمة قتل حتى يستطيعوا صرف قيمة التامين لذا قام بالتخطيط وقام بابرع عملية انتحار قد تراها فقد قام باستجار قاتل مبتدا وطلب منه القيام بعمل محدود طلب منه ان يقوم بالتصويب على النافذة الزجاجية فى موضع ما وفى وقت محدد وطلب منه ان يطلق ثلاث طلقات ليضمن تاكيد موته ....
وسار كل شئ كما رتب ولكنه اخطا فى نقطتين كانا السبب فى افتضاح امره
هانى:وما هما ؟
النقطة الاولى الضعف البشرى وثانيا استخدام قاتل مبتدئ
فبسبب الضعف البشرى خاف على حياته وانتابه الذعر فقد كان يعرف اين ومتى سيموت لك ان تتصور حاله
وبدل ان يجلس فى المكان المتفق عليه ظل واقفا حتى جاء الميعاد لتدوى الطلقة الاولى ويفيق من تاملاته وهو يدرى ان لديه طلقتين اخرتين
ثم انطلقت الثانية لتطيش ايضا كان قد قرر بعد م الاستمرار ى تلك الخطة وهنا الخطا الثانى استخدام قتل غير محترف فقد طاشت الطلقة الثالثة لتستقر فى عينه وتميته فى الحال بينما كان ينظر الى النافذة فى انتظار ضياع الطلقة الثالثة ولكن تاتى الرياح بما لا تشتهى السفن ويموت رغم انفه ........
هانة :
ما الذى جعلك تفكر هكذا
فارس :
اثر الطلقات وموضع الجثة واضاءة الحجرة
فبسبب الاضاءة الخافتة للحجرة كان من المستحيل ان يراه القاتل داخل الحجرة .
ثانيا اذا كانت الطلقة الاولى ما قتلته فلما الطلقتين الاخرتين ولما فى مكان ابعد
واذا كانت مات من الطلقة الثالثة فلما لم يهرب عند سماع الطلقة الاولى ربما شله الخوف لما لم يهرب عند الثانية
هانى :ولما لا تكون قد اصابته الطلقة الثانية
فارس :
بسبب اثار تحطم الزجاج وايضا بعد اثار الطلقات عن بعضها ..........
واعتقد ان هذا يغلق القضية اليس كذلك
فقد مات منتحر طبقا للادلة ولسنا مسؤلون بما قرره قبل ان يموت ........
اتجه فارس تجاه الباب قبل ان يقول اراد ان يمكر والله خير الماكرين
واغلق الباب
........................................
النهاية
مع العدد القادم
(الارواح القاتلة )
عبدالله الحنفى